اهلا وسهلا بكم مع ╝◄ سنوناس ►╚
ماتت الغيرة
للأسف الشديد ، مشاهد ومناظر ومواقف تتكرر كل يوم بل كل ساعة بل كل لحظة ألفتها العيون وتطبعت بها النفوس واستساغتها الأذواق طائعة أو ربما مكرهة لا فرق لأن النتيجة واحدة ، والنتيجة أن هذه المظاهر وهذه المواقف أصبحت عند الكثيرين منا مشاهد طبيعية ومواقف اعتيادية لا غبار عليها ، وفي أحسن الحالات قد تتلوى الشفاه امتعاضا أو استنكارا لهذه المشاهد ولكن على استحياء لتعود لحالتها الطبيعية لأن هذه المشاهد مصرة على البقاء حتى فرضت ذاتها فرضا على الواقع الاجتماعي لتصبح طبيعية جدا جدا جدا ، لتتبخر مشاعر الامتعاض شيئا فشيئا ، وتهزم أمام موجاتها الكاسحة التي تسعى بكل جهد لشرعنة وتطبيع كل ما هو غير عادي ولا مألوف في مجتمعنا لتضعه في خانة الطبيعي والمألوف وذلك وفق أساليب محكمة وممنهجة وتحت أسلوب (بطيء ولكنه أكيد المفعول ) تبلدت على إثرها المشاعر ، وتخدرت من أفيونها الغيرة والحمية ،بل يمكن القول أن الغيرة والحمية في كثير من المشاهد والمواقف ماتت ودفنت تحت أنقاض قيم وموروثات تخلينا عنها وفي غفلة منا استغلها المتربصون بنا من لصوص التاريخ والأعراض والقيم واتخذوها منطقة تسلل من خلالها اخترقوا خصوصياتنا وثقبوا هويتنا وشوهوا أصالتنا وجعلوا الكثير منا كالقشة في مهب عواصفهم .
لا أتحدث عن طلاسم ولا هو لغز يحتاج النقش على جدران العقل لفك رموزه ، إنني أتحدث عن واقع محرق لا يزال سعار ناره يمتد دون توقف، أتحدث عن مشاهد فرضت نفسها فرضا في حياتنا اليومية في الشارع ، في الأزقة ، في المؤسسات ، في المدارس ، في الأسواق ، في كل مكان، مفاتن معروضة ، وعورات مكشوفة، وأخلاقيات بينها وبين أصالتنا الإسلامية شأو بعيد، حتى أنك في بعض الأحيان تقسم وأنت صادق في يمينك أن هذه التي أمامك ليست مسلمة ، لتصفعك الحقيقة التي تجبرك على أن تكفر يمينك لأن التي أمامك فعلا مسلمة تشهد أن لا اله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله، وتتوالى الصفعات على وجهك أكثر وأكثر حتى تجعله كشقيقة النعمان تتدفق الحمرة من عروقه من شدة الصفع عندما تعلم أن هذه التي أمامك أبوها متدين وأمها متدينة يؤدون الفرائض والسنن، ولم يمض على رجوعهما من الحج أوالعمرة إلا قليل.
عادي جدا ...
مظاهر السفور والتبرج أصبحت مظاهر شائعة وعادية جدا .
مظاهر الملابس اللاصقة والتي أنطقت الأجساد وبكل اللغات ، أصبحت مظاهر عادية جدا.
مظاهر الملابس التي تكشف أكثر مما تستر أصبحت عادية جدا .
مظاهر النص نص (أقصد نصف ساتر ونصف سافر كالتي ترتدي البنطلون الجينـز أو البنطلون اللاصق مع غطاء الرأس )أصبحت عادية جدا جدا .
مظاهر فوضى الاختلاط في الأعراس والمناسبات والرحلات والجلسات العادية (وما في حدا غريب ) ( كلنا أخوة ) ( ما غريب إلا الشيطان ) أصبحت مظاهر وعبارات عادية جدا جدا .
الحرية المطلقة في العلاقات بين المخطوبين وتحطيم الحواجز بينهم والتي وصلت في بعض الحالات إلى مستوى المعاشرة الزوجية أصبحت من الأمور العادية والمألوفة .
علاقات غرامية بين شباب وصبايا قبل الزواج أصبحت عادية جدا .
خصوصيات وأمور شخصية جدا منشورة على جدران الفيسبوك ، وما خفي كان أعظم ، والأمر عادي جدا .
.أب وأم يجلسان مع أبنائهما وبناتهما لمشاهدة فيلم هابط أو حفلة غنائية أو مسلسل تركي أو مدبلج يشاهدون معا مشاهد القبلات والأحضان و .. و... !!! والأمر طبيعي جدا .
أمهات يمنعن بناتهن من ارتداء اللباس الشرعي بسبب أن ذلك يعرقل زواجهن ، لا بل يشجعنهن على التبرج والسفور والأمر عادي جدا.
خيانات زوجية من كلا الطرفين وعلى أعلى المستويات وعند البعض أصبح مألوفا وعاديا جدا .
نقش على جدران ذاكرتي
ولا أدري كيف قفزت في ذهني فجأة تلك الحادثة وأنا أعد هذا الموضوع وهي التي حسبتها مدفونة في خبايا ذاكرتي وقد طواها النسيان ،خاصة وقد مر عليها من السنين أكثر من أربعة عقود كنت حينها في المرحلة الابتدائية وتحديدا في الصف الخامس حين ذكره لي احدهما عن قريبه له يوم تشاجرت مع إحدى زميلاتها في الصف وكانت أيضا جارتها فقالت لها أثناء الشجار : " روحي أنت وحدة مصاحبة " تقصد أن لها صاحبا ، وهذه إهانة كبيرة
في ذلك الوقت ، فما كان منها إلا أن أخبرت والدتها رحمها الله والتي بدورها لم تسكت ولم تفوت الأمر بل جاءت لتخبر أبيها رحمه الله بما قالت لتثور ثائرة أبيها من كلمة تفوهت بها وهي طفلة ربما سمعتها من أحد ولم تكن تدرك معناها ولا إلى ماذا ترمي لتكون النتيجة :" علقة سخنة " لم تذق طعمها من قبل ولا من بعد .
تذكرت هذه الحادثة في الوقت الذي لم يكن فيه الناس ملتزمين بالدين ، ولكنها الغيرة والحمية على الأخلاق والفضيلة والتي كانت خطا أحمر يحظر تجاوزه (مع الكثير من التحفظ من الأساليب التربوية الخاطئة في ذاك الوقت ) ، إلا أنها الحمية والتي كانت حتى في عصر الجاهلية عملة صعبة لا يمكن هبوطها ، ولكن أسهمها في هذا الزمان هبطت إلا ما رحم ربي ، بل أصبحت الغيرة والحمية في كثير من الحالات تصنف تحت مصطلحات فلان " معقد " أو " دقة قديمة " وغيرها من المفردات .
إنها جاهلية ولكن...
يحكى أن أعرابيا في الجاهلية زفت إليه عروسه على فرس ، فقام وعقر تلك الفرس التي ركبت عليها العروس فتعجب الجميع من حوله وسألوه عن سر عمله فقال لهم: خشيت أن يركب السائس مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئاً... يا الله أين هذا من بعض الأزواج الذين ماتت فيهم الغيرة على زوجاتهم فتراهم يتباهون بسفورهن وتبرجهن أمام الغرباء ولا يرون في الأمر غضاضة لو جالسنهم من غير حاجة أو مازحنهم ويعتبرون ذلك من الاتيكيت والتحضر ، وما أكثر الجلسات المختلطة التي تسقط فيها كل الحواجز بين الرجال والنساء والتي تمخضت عن كوارث اجتماعية نتيجة الفوضى في العلاقات الاجتماعية وفوضى الاختلاط وسقوط الحواجز ، بل إن من الأزواج من يقفون حجر عثرة أمام التزام زوجاتهم ويمنعونهن من التدين "والتعقيد " على حد قولهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال [ : ( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه والمرأة المترجلة، والديوث) .
والديوث هوا لذي لا يغار على أهل بيته .
وهذا رجل عربي جاهلي آخر رأى رجلا ينظر إلى امرأته فطلقها غيرة على المحارم فلما عوتب على ذلك وأنها ليس لها ذنب انشد قائلا :
وأترك حبها من غير بغض
وذاك لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا كن الكلاب ولغن فيه
إسلامنا دين الحياء والغيرة
لقد أثنى الإسلام على الغيرة، وشجع المسلمين عليها، وفي الحديث الشريف أن سعداً بن عبادة رضي الله عنه قال كلامًا بين يدي رسول الله [ دل على غيرته الشديدة، فقال الرسول [ : (أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني).
وكما كان رسول الله [ أشد الخلق غيرة كان أصحابه رضوان الله عليهم أشد الناس غيرة ، جاء في الصحيح أن النبي [ رأى في المنام أنه في الجنة قال : ( فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت لمن هذا ؟ قال : لعمر . فذكرت غيرته فوليت مدبراً ) وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروى عنه أنه لما رأى الأسواق يزدحم فيها الرجال والنساء قال غيرة على نساء المسلمين: (ألا تستحيون؟! ألا تغارون أن يخرج نساؤكم؟! فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج)، وهم الرجال الفحول من الأعاجم.
ويحكم ... ألا تغارون
إنها امرأة مسلمة واحدة انتهكت كرامتها عندما كانت في سوق يهود بني قينقاع حيث جلست إلى صائغ يهودي، فأخذ اليهود يطلبون من هذه المرأة المسلمة أن تكشف لهم وجهها، فأبت ورفضت أن تكشف وجهها فعمد الصائغ اليهودي إلى طرف ثوبها وربطه إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت عورتها فضحك اليهود عليها، فجلست وصاحت لتثور الحمية في رجل من المسلمين من أهل الغيرة على حرمات المسلمين كما البركان الثائر ليسرع إلى الصائغ فيقتله فحاصر اليهود هذا المسلم فقتلوه، فبلغ ذلك رسول الله [ فحاصرهم، ثم أجلاهم عن المدينة.
نعم ثارت ثائرته لانكشاف عورة مسلمة واحدة ، فما بالنا وانكشاف العورات في كل مكان ولا تثور غيرة ولا تهب حمية ؟!
اكتبوا هذا في مكارم الأخلاق
وهذه امرأة تقدمت إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الري سنة 286هـ فادعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها)، فأنكر الزوج فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك. قال: أحضرتهم. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة، ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.
فقال الزوج: ماذا تفعلون ؟
قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي سافرة الوجه، لتصح عندهم معرفتها.(وذلك للحاجة).
قال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها.
فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.
أصون عرضي بمالي لا أدنسه
لا بارك الله بعد العرض بالمال.
وقال الشاعر:
أغار عليكِ من نفسي ومني
ومنكِ ومن مكانِك والزمانِ
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
كم في الأمة مثل الزبير ؟
ويذكر عن الزبير أنه تزوج امرأة فكانت تخرج إلى الصلاة في المسجد فيرغب إليها بعدم الخروج ، فتلح عليه لأجل الصلاة، فخرجت مرة ، فكمن لها في الطريق فلما مرت قرص عجيزتها، فرجعت من فورها إلى بيتها وهي تسترجع وتستغفر، فامتنعت من الخروج بعد ذلك، فسألها الزبير عن سبب ذلك، فقالت:
" كنا نخرج يوم كان الناس ناسا، فلما تغيرت قلوبهم تركنا الخروج ".
هيك الرجال ولا بلاش
قال أحدهم لصاحبه : كيف تسمح لزوجتك يا صديقي أن تتسوق مع أخيك لوحدهما في أحد المجمعات اليهودية ؟
فأجابه مستغربا : سامحهما الله ، لقد قلت لهما ألا يذهبا لأن السيارة لم أجدد تأمينها بعد فكيف جازفا بالسفر فيها !!
وآخر يقول : كيف تسمح لابنتك أن تخرج بهذه الملابس المكشوفة أمام الجميع ؟
فربت على كتفه مبتسما وهو يقول : ( بيلبقلها ... شفت ما أحلاها ) !
الجار لجاره : يا جاري العزيز ما يؤذيك يؤذيني وما يسوؤك يسوؤني وأنا أريد أن أنبهك أن ابنتك تهاتف ابني في أوقات متأخرة من الليل وأنا بدوري نبهت ابني وأطعمته ( بهدلة) على هذا التصرف ووعدني ألا يعود لذلك ، وأنا لا أريد أن أخسر جيرتك ولا صحبتك . فأجابه الجار على الفور : والله جيل آخر زمن ( مقصوفة الرقبة ) قالت لي أنها على علاقة مع زميلها في الجامعة وسوف يتقدم لخطبتها وليس مع ابنك سوف أحاسبها على هذه الكذبة!!
سئل احد الأزواج : كيف ترضى لزوجتك أن تعمل جنبا إلى جنب مع الرجال في إحدى المؤسسات وهي بهذا التبرج والسفور ؟
فرد عليه ممتعضا: ( يا أخي بلاش تعقيد شو بدهم يوكلوها )!!
وهذا زوج آخر يجيب على نفس السؤال : الله يعطيها العافية يكفي أنها تدخل كل شهر على ميزانية البيت مبلغ وقدره ...
مررت على الرجولة وهي تبكي فقلت علام تنتحب الفتاة
قـالت كيـف لا أبكي وأهلي دون خـــــــــــــلق الله ماتوا